حلب تُباد- جنون روسي، صمت دولي، ومستقبل قاتم.

المؤلف: خلف الحربي08.07.2025
حلب تُباد- جنون روسي، صمت دولي، ومستقبل قاتم.

أنهار من الدماء تتدفق بغزارة منذ أعوام في دروب المدينة التاريخية، وزوابع الموت القاتم تلطم بعنف كل النوافذ الصامدة في الجدران المتصدعة. إنه جنون روسي، وبطش شنيع تتلذذ به دولة عظمى، وهي تدمر المنازل فوق رؤوس قاطنيها الآمنين، وتدك المستشفيات على أجساد الجرحى والأطباء الأبرياء بكبسة زر واحدة. وعلى الأرض، يتجول القتلة القادمون من إيران ولبنان والعراق وأفغانستان، يبحثون بلا هوادة عن أي كائن حي ينجو بأعجوبة من القصف الروسي الهمجي، كي ينقضوا عليه بطلقة غادرة مباغتة.

لقد سقطت الإنسانية سقوطا مدويا لا يحصى عدده في حلب المنكوبة خلال الأزمة السورية المروعة.. ثم عادت الإنسانية لتتهاوى وتسقط مرات مضاعفة بعد الاستقواء بالدعم الروسي الغاشم.. والمؤسف أن كل ذلك يجري على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الخامل الذي لم يحرك ساكنا، ولم يفعل شيئا سوى التباكي الزائف على الضحايا الأبرياء الذين لا يحتاجون إلى دموع التماسيح، فقد جفت مآقيهم من الدمع المرير بعد أن فقدوا الأحبة والخلان، بل هم في أمس الحاجة إلى وقفة دولية صارمة وجادة لوقف هذا العدوان الوحشي المسعور المستمر منذ شهور طويلة من قبل روسيا، بالإضافة إلى إيران وأعوانها وأذنابها من العرب المتخاذلين ضد مدينة شامخة، لو تحول تاريخها المشرق إلى إنسان لتقيأ في وجه كل الخونة الذين أوصلوها إلى هذا الدرك الأسفل وهذه الحال المروعة، وعلى رأسهم دون أدنى شك المجرم السفاح بشار الأسد.

ما تريده روسيا اليوم هو قمة العبث والجنون بعينه، حيث إنها تمتلك الاستعداد الكامل لتسوية المدينة بالأرض عن بكرة أبيها، ثم تتعهد وتضمن لإيران بأن تجلب سكانا جدد للمدينة المنكوبة من أتباع طهران من عرب وأفغان وغيرهم، كي يحكمهم السفاح بشار الأسد الذي أصبح مصيره معلقا بشكل كامل بقرارات الضباط الروس والقادة الإيرانيين المتغطرسين.. هذا (التجريف الإنساني) الذي شهدنا فصولا مأساوية له في بعض مناطق سوريا المنكوبة لن يقود إلا إلى المزيد من إراقة الدماء الزكية وسيجعل حل الأزمة السورية أمرا أقرب إلى المحال والمستحيل.

العالم بأسره اليوم وليس العرب وحدهم يقفون أمام مسؤولية تاريخية لوقف حملات القتل المروعة والمجازر البشعة التي ترتكب في حلب الشهباء.. لقد فاقت شهوة القتل والتدمير ادعاءات روسيا الزائفة بمحاربة الإرهاب المزعوم بعد أن تورطت موسكو بشكل فاضح في جرائم حرب شنيعة ومروعة سوف تمتد آثارها المدمرة دون شك لتشمل كافة دول المنطقة، ولسوف تصل تداعياتها الخطيرة إلى أوروبا وبقية دول العالم قاطبة، واستمرار مأساة حلب المروعة دون وقفة جادة وحازمة من المجتمع الدولي في وجه الغطرسة والغرور الروسي سوف يؤدي حتما إلى عالم يسوده الفوضى العارمة والخراب والدمار.. أنقذوا حلب ولو بعد فوات الأوان وقبل أن يقع المحظور!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة